وشهدت أسواق الأسهم العالمية ارتفاعا في التقلبات خلال الأسابيع الأخيرة، مما أجبر المستثمرين على إعادة التفكير في استراتيجياتهم والاستعداد لتحركات أكثر حدة في السوق.
وفقًا لأحدث أبحاث بايبر ساندلر، فإن الاعتبار الرئيسي خلال فترات زيادة اضطرابات السوق هو كيفية هيكلة استثماراتك على النحو الأمثل لتحقيق التوازن بين العائدات والمخاطر.
وقد شهدت الأسابيع الأخيرة تقلبات ملحوظة، حيث شهدنا تقلبات يومية تجاوزت 1%، ووصلت في بعض الأيام إلى 2% أو حتى 3%. ويتزامن هذا التقلب المتزايد مع تغير معنويات المستثمرين، حيث تتعارض التفاؤل بشأن تراجع التضخم مع المخاوف بشأن ضعف التوظيف.
في ظل هذه البيئة، يفكر العديد من المستثمرين في استراتيجيات الباربل – وهي طريقة شائعة خلال الأوقات المتقلبة حيث يتم تقسيم المحافظ بين الأصول عالية المخاطر والأصول منخفضة المخاطر. ومع ذلك، يزعم المحللون أن هذا النهج قد لا يكون الأكثر فعالية.
“إن استراتيجيات الباربل تعمل في الواقع على تثبيط العائدات وزيادة التقلبات مقارنة بامتلاك أسهم أكثر توازناً واعتدالاً”، كما جاء في التقرير. والمنطق وراء هذا واضح: فمن خلال تجنب التطرف في الأسهم ذات البيتا العالية والمنخفضة، يمكن للمستثمرين تحقيق محفظة أكثر استقراراً وأقل تقلباً.
يسلط التقرير الضوء على المخاطر المحتملة التي قد تترتب على استراتيجيات الباربل. ورغم أن هذه الأساليب قد تبدو جذابة خلال الفترات المتقلبة، فإنها غالبًا ما تؤدي إلى تقلبات أعلى وعوائد أقل.
ويشير المحللون إلى أن “التوازن يحقق عوائد أفضل من قضيب الحديد”، كما أنه يتمتع بتقلبات أقل.
علاوة على ذلك، يشير الفريق إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالإصدار التجريبي، بل يتعلق أيضًا بالحجم والأسلوب.
ويشيرون إلى أن النهج المتوازن يتفوق على استراتيجيات الباربل في هذه المجالات أيضًا. على سبيل المثال، تميل المحفظة المتوازنة بين أحجام أو أنماط السوق المختلفة إلى تحقيق أداء أفضل وبتقلبات أقل من تلك التي تحاول تحقيق التوازن من خلال التركيز على التطرف.
وتأمل المحللون أيضًا الحالة الحالية للسوق، التي لا تزال تهضم التأثيرات المتأخرة لدورة تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ومع إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، فإن هذا هو عادة الجزء من الدورة الذي تبلغ فيه التقلبات ذروتها. وفي هذا السياق، ينصح الفريق بالحذر من تبني قدر كبير من التقلبات الدورية أو الرهان على مواضيع شديدة التقلب. وبدلاً من ذلك، يوصون بالتركيز على عوامل قيمة أكثر توازناً وأعلى جودة، مثل عائد الأرباح وعائد التدفق النقدي الحر.
وأوضح المحللون أن “هذه العوامل تسجل أداءً أقل بعد انخفاضات السوق، لكنها أيضًا صامدة بشكل جيد عند ذروة السوق، مع تقلبات أقل بكثير طوال الدورة”.
اترك ردك