يحذر الخبراء من أن إضافة لحم الخنزير المقدد إلى وجبة الإفطار الصباحية قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف.
في دراسة حديثة تم وصفها بأنها واحدة من “أقوى” الدراسات حتى الآن، تابع الباحثون أكثر من 100 ألف بالغ لمدة أربعة عقود لتقييم العلاقة بين النظام الغذائي والصحة الإدراكية.
ووجد الفريق من مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن أن البالغين الذين تناولوا حصتين على الأقل أسبوعيا من اللحوم الحمراء المصنعة كانوا أكثر عرضة بنسبة 14% للإصابة بالخرف مقارنة بمن تناولوا أقل من ثلاث حصص شهريا.
ولكن استبدال تلك الشريحة من لحم الخنزير المقدد بحصة واحدة من المكسرات أو الفاصوليا كان كافياً لخفض خطر التدهور الإدراكي بنسبة 20 في المئة.
ارتبطت اللحوم المصنعة مثل لحم الخنزير المقدد بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 14 في المائة، وفقًا لبحث تم تقديمه حديثًا
يوضح الرسم البياني أعلاه معدلات الإصابة بمرض الزهايمر لكل 100000 شخص، سواء كانت موحدة حسب العمر أو لجميع الأعمار. تعد توحيد العمر طريقة تستخدم لتعديل الاختلافات في توزيع الأعمار بين السكان أو بمرور الوقت، في حين أن عدم توحيد العمر هو المعدل الخام المحسوب عبر جميع الفئات العمرية في السكان دون أي تعديل
وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي يُلقى فيه باللوم على اللحوم المصنعة مثل لحم الخنزير المقدد والهوت دوج في سلسلة من المشكلات الصحية، بما في ذلك ارتفاع حالات سرطان القولون والمستقيم بين الشباب الأميركيين.
قالت الدكتورة ماريا كاريلو، كبيرة مسؤولي العلوم في جمعية الزهايمر: “هذه واحدة من أقوى الدراسات التي رأيتها والتي تربط بين استهلاك اللحوم المصنعة والخرف، لأنهم في الواقع تابعوا الأفراد لعقود من الزمن”.
وقد تابعت الدراسة، التي لم تُنشر بعد، 130 ألف شخص بالغ لمدة 43 عاماً. وكان الفريق يجمع البيانات الغذائية من كل مشارك كل عامين إلى أربعة أعوام.
وقد طُلب منهم تحديد عدد المرات التي يتناولون فيها وجبة من اللحوم الحمراء المصنعة، والتي قد تشمل شريحتين من لحم الخنزير المقدد، وشطيرة هوت دوج، وقطعتين صغيرتين من النقانق، وسندويشات مصنوعة من السلامي أو البولونيا أو غيرها من اللحوم المصنعة. بالإضافة إلى ذلك، سألهم الباحثون عن عدد المرات التي يتناولون فيها المكسرات أو البقوليات.
ثم قام الفريق بمقارنة الصحة الإدراكية لأولئك الذين تناولوا حصتين على الأقل من اللحوم المصنعة يوميًا مع أولئك الذين تناولوا أقل من ثلاث حصص شهريًا.
وبالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 14%، فإن كل وجبة إضافية من اللحوم المصنعة يومياً تضيف 1.6 سنة إضافية من الشيخوخة المعرفية، وتحديداً في مناطق الدماغ التي تتحكم في اللغة والسلوك.
ومع ذلك، فإن اللحوم الحمراء غير المعالجة مثل لحم البقر المفروم وشرائح اللحم لا تحمل نفس المخاطر. وقال الدكتور كاريلو: “عندما لا تتم معالجتها، وباعتدال، فإن اللحوم الحمراء تكون في الواقع آمنة”.
وأشارت إلى أن هذا قد يكون بسبب احتواء اللحوم المصنعة على النترات، وهي مركبات كيميائية تستخدم للحفاظ على اللحوم طازجة والحفاظ على لونها.
عند استهلاكها، تتحول النترات إلى نيتروزامين، والتي يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا والخلايا العصبية، مما يؤثر سلبًا على الصحة الإدراكية.
كما تعمل النيتروزامينات على تعزيز الالتهاب في الدماغ، مما يؤدي إلى تكسير الناقلات العصبية الحيوية وإنتاج لويحات تؤدي إلى تدهور صحة الدماغ.
كما تحتوي اللحوم المقددة ولحم الغداء على مستويات عالية من الدهون المشبعة والكوليسترول. وقد ثبت أن هذه الدهون تسبب تصلب الشرايين، وهو تراكم للدهون في الشرايين يقيد تدفق الدم إلى المخ، مما يساهم في التدهور المعرفي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع نسبة الصوديوم في اللحوم المصنعة قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية في الدماغ مع مرور الوقت.
يعتبر لحم الخنزير المقدد من الأطعمة شديدة المعالجة، حيث يمر عادة بخمسة مستويات على الأقل من المعالجة، بما في ذلك المعالجة والتدخين والتقطيع.
لا يدعم متصفحك الأطر المضمنة.
وقد أظهرت أبحاث حديثة أخرى تأثيرات مماثلة. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2021 ونشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية على ما يقرب من 500 ألف بالغ أن استهلاك 25 جرامًا من اللحوم المصنعة يوميًا – حوالي ست شرائح من لحم الخنزير المقدد – يزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 44 في المائة.
وارتبط هذا الاستهلاك أيضًا بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 52 في المائة، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف.
وأشارت النتائج الجديدة أيضًا إلى أن استبدال إحدى تلك الحصص من اللحوم المصنعة بحصة من المكسرات أو الفاصوليا قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 20 في المئة.
“هذه الأطعمة مضادة للالتهابات، لذلك يمكنك أن تتخيل أن لها الكثير من الفوائد بالإضافة إلى تقليل اللحوم المصنعة التي تحتوي على السموم والنترات والصوديوم والتي ليست جيدة بالنسبة لك”، كما قال الدكتور كاريلو.
كانت الدراسة تعاني من بعض القيود. فقد كان أغلب المشاركين من البيض المنتمين إلى طبقة اجتماعية اقتصادية أعلى، وهو ما يعني أن النتائج ربما لا تمثل أغلبية سكان الولايات المتحدة.
وكانت الدراسة أيضًا رصدية، لذا فهي لا تستطيع إلا إظهار الارتباطات وليس الأسباب المباشرة.
تم تقديم البحث يوم الأربعاء في المؤتمر الدولي لجمعية الزهايمر في فيلادلفيا.
اترك ردك