البحرين تبحث عن صفقات بينما تستعد لرهان كبير على بريطانيا

تخطط البحرين لضخ المزيد من الأموال إلى المملكة المتحدة من خلال سلسلة من الاستثمارات، بما في ذلك في شمال إنجلترا، حسبما علمت صحيفة The Mail on Sunday.

قال مصدر رفيع المستوى لصحيفة The Mail on Sunday، إن صندوق الثروة السيادية للدولة الخليجية، ممتلكات، يبحث صفقات محتملة في قطاعات العقارات والسياحة والمصارف.

وأضاف المصدر أن ممتلكات كانت تتطلع إلى الآفاق الناشئة عن “إعادة التصنيع” في شمال إنجلترا وأن المملكة المتحدة يمكن أن “تجعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قوة” إذا تم تكييف الاقتصاد بشكل مناسب.

وتشمل مجالات الاهتمام الأخرى قطاعي الرعاية الصحية والضيافة.

تأسست ممتلكات عام 2006، وهي ليست بحجم صناديق الثروة السيادية لبعض جيرانها، لكنها لا تزال تمتلك أصولاً تقدر قيمتها بنحو 14.4 مليار جنيه إسترليني.

العاصمة: أفق مدينة المنامة حيث يوجد صندوق ممتلكات

أشهر استثماراتها في المملكة المتحدة هو شركة ماكلارين لصناعة سيارات السباق ومقرها ووكينغ، والتي شهدت الشهر الماضي موافقة المستثمرين على إعادة هيكلة الشركة مما سيسهل توقيع شراكات مع مجموعات سيارات أخرى.

وقال مصدر ممتلكات إن الصندوق كان “انتهازيًا للغاية” فيما يتعلق بتوسيع الجزء البريطاني من محفظته، متبعًا دولًا مثل قطر والمملكة العربية السعودية، اللتين اشترتا في السنوات الأخيرة عقارات وفرقًا رياضية وحصصًا في شركات بريطانية.

ويأتي ذلك في أعقاب تصريحات الرئيس التنفيذي لممتلكات الشيخ عبد الله بن خليفة الشهر الماضي عندما قال إن الصندوق يجب أن يصبح “محركًا للصفقات” ويتوسع عالميًا.

وتجري بريطانيا ومجلس التعاون الخليجي مفاوضات حول اتفاقية تجارة حرة قد تصل قيمتها إلى 23.5 مليار جنيه استرليني سنويا. وتتكون كتلة مجلس التعاون الخليجي من البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وتشكل هذه الدول مجتمعة رابع أكبر سوق تصدير للمملكة المتحدة بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين. وفي الأسبوع الماضي، زار جريج هاندز، وزير السياسة التجارية، البحرين وقطر “لتحفيز” المحادثات الجارية منذ يونيو 2022. ومن المفهوم أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن المفاوضات، حيث يحرص الدبلوماسيون والشركات على الحصول على الصفقة على الخط.

وضخت دول الخليج، المدعومة بثروات النفط والغاز الهائلة، مليارات الجنيهات الاسترلينية إلى المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة من خلال صناديق الثروة السيادية لديها. ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، وهو ثاني أكبر مساهم في شركة أستون مارتن لصناعة السيارات. وتسيطر قطر على محفظة عقارية واسعة تشمل ناطحة سحاب شارد في لندن ومتجر هارودز متعدد الأقسام.

وتأتي التحركات لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الخليج في الوقت الذي تضع فيه الحرب بين إسرائيل وحماس العلاقات الدبلوماسية تحت الضغط.

تزايدت المخاوف من اندلاع حريق أوسع نطاقا الأسبوع الماضي، حيث نفذت المملكة المتحدة والولايات المتحدة غارات جوية على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بعد هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات بدون طيار على الشحن في البحر الأحمر، وهو طريق تجاري دولي رئيسي. والبحرين هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تدعم علناً جهود حماية الشحن البحري.