حذر بنك إنجلترا من أن الأسر تدخر أكثر وتنفق أقل مع ترقبها للارتفاع الحاد المتوقع في تكاليف الرهن العقاري عندما تنتهي صفقاتها ذات الفائدة الثابتة.
وستعمل هذه الأخبار على إحياء المخاوف من أن القنبلة الموقوتة لقروض الإسكان التي انفجرت في أعقاب ميزانية ليز تروس المصغرة وأدت إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض لم يتم إخمادها بعد.
ويقدر مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) أن الأسر تراكمت لديها مدخرات فائضة تتراوح بين 143 مليار جنيه إسترليني و338 مليار جنيه إسترليني منذ بداية الوباء.
ويأتي ذلك في الوقت الذي من المقرر أن تظل فيه أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول بعد أن أدت ميزانية الضرائب والإنفاق التي قدمتها المستشارة راشيل ريفز الشهر الماضي إلى زعزعة استقرار الأسواق المالية.
وفي تقييم واقعي، يعتقد البنك أن 2.4 مليون من أصحاب المنازل الذين يدفعون أقل من 3 في المائة من الفائدة على قروضهم العقارية سيواجهون أقساط سداد أعلى على مدى السنوات الثلاث المقبلة لأنهم يحصلون على أسعار فائدة أرخص.
الاحتماء: من المقرر أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول بعد ميزانية الضرائب والإنفاق التي قدمتها المستشارة راشيل ريفز
يدفع أغلب الأشخاص الذين يحصلون على رهن عقاري مبلغاً محدداً كل شهر لعدد من السنوات ــ بغض النظر عما يحدث لأسعار الفائدة في هذه الأثناء.
ويقدر البنك أن حوالي ثلثي قروض المنازل المستحقة ثابتة لمدة خمس سنوات، مع سحب الكثير منها قبل أن يبدأ في رفع أسعار الفائدة من الصفر تقريبًا في عام 2021 لمكافحة التضخم الجامح.
وهذا يعني أن أصحاب المنازل الذين لديهم رهن عقاري بقيمة 250 ألف جنيه إسترليني وينتهي عقدهم ذو السعر الثابت لمدة خمس سنوات في عام 2026، سيدفعون 3000 جنيه إسترليني سنويًا أكثر مع ارتفاع أقساط السداد من 1139 جنيهًا إسترلينيًا إلى 1389 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا، وفقًا لموقع Moneyfacts.
وبلغت أسعار الفائدة ذروتها عند 5.25 في المائة، وانخفضت الآن إلى 4.75 في المائة بعد التخفيض الأخير الذي اتخذه البنك في الأسبوع الماضي. لكن الخبراء يحذرون من أن تكاليف الرهن العقاري قد تستمر في الارتفاع على الرغم من تحرك البنك.
وذلك لأن أسعار الفائدة في سوق المقايضة – التي تحدد أسعار الجملة التي يدفعها المقرضون مقابل القروض العقارية ذات الفائدة الثابتة – آخذة في الارتفاع منذ أن بدأت تفاصيل ميزانية المستشار في التسرب في سبتمبر، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض الحكومي.
ويعتقد مكتب مسؤولية الميزانية، الذي يفحص خطط ريفز، أن متوسط أسعار الفائدة على الرهن العقاري سيرتفع من 3.7 في المائة هذا العام إلى 4.5 في المائة في عام 2027، وسيبقى عند هذا المستوى حتى نهاية العقد.
ودق بنك إنجلترا ناقوس الخطر في تقريره الأخير حول السياسة النقدية، والذي قال إن “بعض أصحاب الرهن العقاري خفضوا إنفاقهم تحسبا لدفع أسعار فائدة أعلى”. واستشهدت بدراسة استقصائية حيث قالت واحدة من كل ستة أسر ادخرت أكثر في العام الماضي إن “تكاليف السكن المستقبلية” كانت “عاملاً رئيسياً” في قرارها.
وأضاف البنك أن الأسر التي تواجه ارتفاع تكاليف الرهن العقاري خفضت إنفاقها بنحو 30 في المائة من الزيادة المتوقعة في أقساط السداد.
وارتفع هذا الرقم إلى 60 في المائة بين الأسر التي تدفع بالفعل المزيد مقابل رهنها العقاري.
ويخشى الخبراء أن يتباطأ النمو الاقتصادي إذا استمر المستهلكون في ادخار المزيد وإنفاق أقل.
اترك ردك