خطة الإنقاذ التي قدمها صندوق النقد الدولي بقيمة 7 مليارات دولار ترسل الأسهم الباكستانية إلى ذروة جديدة

بقلم جبران نيار بيشمام وآصف شهزاد

إسلام أباد (رويترز) – سجل المؤشر الرئيسي للأسهم الباكستانية أعلى مستوى له على الإطلاق في بداية التعاملات يوم الخميس بعد ساعات من موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على اتفاق إنقاذ طال انتظاره بقيمة سبعة مليارات دولار للاقتصاد المتعثر.

وقال صندوق النقد الدولي إن البرنامج الجديد سيتطلب “سياسات وإصلاحات سليمة” لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي ومعالجة التحديات الهيكلية إلى جانب “الدعم المالي القوي المستمر من شركاء التنمية الباكستانيين والشركاء الثنائيين”.

وقال بيان لصندوق النقد الدولي إنه سيتم صرف حوالي مليار دولار بشكل فوري.

ارتفع المؤشر الرئيسي للأسهم الباكستانية في التعاملات المبكرة إلى مستوى قياسي بلغ 82905.73 نقطة، قبل أن يتراجع عن تلك المكاسب في وقت لاحق من اليوم ليغلق منخفضًا بنسبة 0.7% عند 81657 نقطة.

وقال وزير المالية الباكستاني علي برويز مالك لتلفزيون جيو نيوز المحلي يوم الخميس “سنحتاج إلى اتخاذ قرارات صعبة إذا أردنا أن نجعل هذا برنامجنا الأخير مع صندوق النقد الدولي”.

وشكر رئيس الوزراء شهباز شريف مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، وقال إن البلاد ستواصل تنفيذ أجندة الإصلاح الاقتصادي الصعبة، حسبما صرح للصحفيين في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء.

وهنأت جورجييفا باكستان على المضي قدمًا في الإصلاحات “المحددة محليًا”.

وقالت للصحفيين بعد اجتماع مجلس الإدارة “الاقتصاد يسير على الطريق السليم”. وأضافت: “النمو ارتفع والتضخم انخفض”.

وكانت إسلام آباد تعمل على تنفيذ الشروط التي وصفها شريف من قبل بأنها “صارمة” لتأمين برنامج القرض الذي تبلغ مدته 37 شهرا والذي تم الاتفاق عليه في يوليو/تموز. وكان أحد الشروط هو تأمين تمويل خارجي إضافي، وهو ما كانت البلاد تناضل من أجل تحقيقه.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن إسلام آباد وقعت مؤخرًا على أغلى قرض تجاري لها على الإطلاق بقيمة 600 مليون دولار بفائدة 11% كمحاولة أخيرة لتغطية فجوة التمويل والحصول على موافقة مجلس الإدارة.

ومع ذلك، قال متحدث باسم صندوق النقد الدولي يوم الجمعة إن المقرض لم يكن على علم بوجود قرض بهذا السعر وأنه ليس ضروريًا لأغراض ضمانات تمويل البرنامج.

الإصلاحات والمخاطر

وقال صندوق النقد الدولي في بيانه إن باكستان اتخذت خطوات رئيسية لاستعادة الاستقرار الاقتصادي من خلال تنفيذ متسق للسياسة بموجب الترتيب الاحتياطي 2023-24.

وأضاف أن النمو انتعش إلى 2.4% وانخفض التضخم بشكل كبير، حيث انخفض إلى خانة الآحاد، وسط سياسات مالية ونقدية متشددة بشكل مناسب.

وقال البيان إن احتواء الحساب الجاري وهدوء ظروف سوق الصرف الأجنبي سمحا بإعادة بناء الاحتياطيات الاحتياطية، وتمكن البنك المركزي الباكستاني من خفض سعر الفائدة بإجمالي 450 نقطة أساس منذ يونيو.

وعلى الرغم من هذا التقدم، قال التقرير إن نقاط الضعف والتحديات الهيكلية التي تواجهها باكستان لا تزال هائلة، مضيفًا أن القاعدة الضريبية لا تزال ضيقة للغاية.

وحذر التقرير من أنه “بدون جهود التكيف والإصلاح المنسقة، فإن باكستان تخاطر بالتخلف أكثر عن نظيراتها”.

وتواجه باكستان دورات اقتصادية من الازدهار والكساد منذ عقود، مما أدى إلى أكثر من 20 خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي منذ عام 1958.

وتعد الدولة الواقعة في جنوب آسيا خامس أكبر مدينة لصندوق النقد الدولي، وتدين للصندوق بمبلغ 6.28 مليار دولار حتى 11 يوليو، وفقا لبيانات البنك.