أثار قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس حركة قوية في الأسواق، لكن كثيرين يتساءلون عما يعنيه التحول الحمائمي الذي طال انتظاره بما يتجاوز رد الفعل في الأمد القريب.
كان التحرك الذي اتخذه بنك الاحتياطي الفيدرالي في التاسع عشر من سبتمبر متوقعا على نطاق واسع، حيث وعد البنك المركزي أيضا بخفض إضافي بمقدار 50 نقطة أساس قبل نهاية العام. وقد أدى هذا في البداية إلى ارتفاع حاد، مما دفع الدولار إلى مستويات قياسية جديدة قبل أن يدفع رد فعل “بيع الأخبار” الأسواق إلى الانخفاض قليلا بحلول نهاية اليوم.
وعلى المدى القصير، تركت هذه الخطوة الحمائمية الأسواق في وضع بناء بشكل عام. وتظل عوامل الخطر الرئيسية تتمثل في البيانات الاقتصادية السلبية المحتملة، ولكن التقويم الاقتصادي الحالي خفيف حتى أوائل أكتوبر/تشرين الأول.
في مذكرة صدرت مؤخرا، قالت شركة سيفينز ريبورت إنه في غياب التهديد بتقارير أرباح كبيرة أو إصدارات اقتصادية رئيسية، يبدو أن المستثمرين يعملون في بيئة تتسم “1) بتخفيف بنك الاحتياطي الفيدرالي، و2) تباطؤ البيانات الاقتصادية ولكنها “مقبولة”، و3) أرباح قوية بشكل عام”.
ومن المتوقع أن يتفوق أداء القطاعات الدورية، بما في ذلك الطاقة والمواد والسلع الاستهلاكية التقديرية والصناعات، في حين قد يتأخر أداء التكنولوجيا في الأمد القريب.
ولكن العواقب الأبعد أمداً لقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي قد تكون أكثر تعقيداً. والسؤال الرئيسي الذي يواجه المستثمرين هو ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد تحرك في الوقت المناسب لمنع تباطؤ اقتصادي أوسع نطاقاً.
وبحسب تقرير “سيفنز”، إذا تم تخفيض أسعار الفائدة في الوقت المناسب، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض العائدات، ونمو قوي في الأرباح، ورياح اقتصادية إيجابية. ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى استمرار الزخم الصعودي للأسهم، مع إمكانية وصول مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى 6000.
“أقول ذلك بثقة لأن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في الوقت المناسب من شأنه أن يخلق هذه النتيجة الاقتصادية الكلية: 1) انخفاض العائدات، 2) استمرار نمو الأرباح القوي للغاية، 3) رياح اقتصادية مواتية إيجابية، 4) الوجود البارز لبنك الاحتياطي الفيدرالي و5) توقعات بتسريع النمو في المستقبل”، كما كتب رئيس شركة Sevens Report في المذكرة.
ومن ناحية أخرى، إذا جاءت إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي متأخرة للغاية لمنع التباطؤ الاقتصادي، فإن السوق قد تواجه مخاطر كبيرة.
وفي مثل هذا السيناريو، قد يهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى نحو 3675 نقطة، وهو ما يمثل انخفاضاً حاداً يتجاوز 30% عن مستوياته الحالية. ويعكس هذا الخطر الهبوطي التصحيحات التي شهدتها الأسواق في فترات الركود السابقة، مثل تلك التي شهدتها في عامي 2000 و2007.
وبينما تستوعب الأسواق تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي، فإن البيانات الاقتصادية المستقبلية سوف تصبح حاسمة في تحديد ما إذا كانت سياسة البنك المركزي فعالة أم لا.
وبشكل أكثر تحديدا، سيتعين على المستثمرين مراقبة الإصدارات القادمة عن كثب لمعرفة ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد نجح في توجيه الاقتصاد بعيدا عن الركود أو ما إذا كانت هناك تحديات أخرى تنتظرنا.
اترك ردك