لقد شهدت الأسابيع الأخيرة الكثير من التكهنات حول احتمالات فك ارتباط صفقات الفائدة على الين وتأثيرها المحتمل على الأسواق المالية. وفي حين توقع كثيرون حدوث اضطرابات كبيرة في السوق، فإن العواقب الفعلية كانت خفيفة نسبيا.
تتضمن تجارة الين اقتراض الين بأسعار فائدة منخفضة واستثمار العائدات في أصول تقدم عوائد أعلى. وقد حظيت هذه الاستراتيجية بشعبية كبيرة بين المستثمرين بسبب أسعار الفائدة المنخفضة تاريخيًا في اليابان.
ومع ذلك، تنشأ المخاوف عندما يكون هناك احتمال لانعكاس هذا الاتجاه، حيث أن مثل هذا التراجع قد يؤدي إلى تأثير مفاجئ وواسع النطاق على الأسواق المالية.
قبل أسبوعين، كانت تعليقات السوق تهيمن عليها المخاوف من أن يؤدي إنهاء عمليات تداول الين إلى اضطرابات في السوق، بحسب محللين في ماكواري.
وقد أدى هذا التوقع إلى ارتفاع ملحوظ في تقلبات الأسهم. وعلى الرغم من هذه المخاوف الأولية، لم تشهد السوق أي ضرر دائم، وهو ما يتماشى مع وجهة نظر المحللين في ماكواري الذين وصفوا الموقف بأنه “خفقان في القلب، وليس خفقاناً في الشريان التاجي”.
ويعتقد المحللون في ماكواري أن تراجع تجارة الفائدة على الين لم يؤد إلى نتائج كارثية بسبب عدة عوامل. أولاً، يتميز العصر الحالي بوفرة رأس المال، مما يوفر سيولة وفيرة ويدعم مرونة النظام المالي العالمي.
ثانيا، وعلى الرغم من ردود الفعل الأولية للسوق، لم تكن هناك أي مؤشرات على وجود ضغوط على السيولة النظامية، مما يشير إلى وجود سيولة أساسية قوية في النظام المالي.
وأخيرا، تساعد قدرة البنوك المركزية على التصرف بسرعة وفعالية، كما يتبين من تطوير بنك الاحتياطي الفيدرالي لأدوات جديدة، على منع المشكلات النظامية والحفاظ على استقرار السوق.
اترك ردك