رجل جزائري اختطفه جاره واحتجزه لمدة 26 عامًا قبل أن يتم اكتشافه حيًا في حفرة تحت أكياس القش، وهو في “صحة جيدة”، حسبما يكشف ابن عمه – لكنه لا يزال “مصدومًا” بعد المحنة “الكارثية”

قالت عائلته إن الرجل الذي يُزعم أنه اختطف واحتجزه جاره لمدة 26 عامًا على بعد 100 متر فقط من منزله، يتمتع “بصحة جيدة” لكنه ظل مصدومًا بعد إطلاق سراحه في وقت سابق من هذا الأسبوع.

كان عمر بن عمران، من مدينة الجديد بالقرب من الجلفة، على بعد 150 ميلاً جنوب الجزائر العاصمة، يبلغ من العمر 19 عامًا فقط عندما اختفى عام 1998 وهو في طريقه إلى مدرسة مهنية في ذروة الحرب الأهلية في الجزائر، مما أثار مخاوف بين عائلته من أنه قُتل.

لكن الحقيقة كانت تحت أنظار عائلته المكلومة طوال الوقت: فقد تم العثور على عمر، البالغ من العمر الآن 45 عامًا، ملتحيًا في حظيرة أغنام، وقد غطته عائلته بحزم من القش بعد أن اقتحموا منزل الجيران بعد بلاغ على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي حديثه لوسائل الإعلام الجزائرية، قال ابن عم الرجل المفقود، خالد رجب، إن قريبه لم يكن في حالة “حرجة” لكنه “مصدوم، أكثر من مصدوم” بعد أن أمضى أكثر من ربع قرن في الأسر.

ويبدو أن السيد رجب يؤكد القصص التي وردت في مكان آخر عن أن كلب عمر كان يشتاق إليه خارج منزل الجيران لمدة أسبوعين بعد اختفائه – قبل أن يقتله الخاطف لإسكات أنين الكلب.

عمر بن عمران لحظة العثور عليه في حظيرة أغنام في الجديد بالجزائر في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد 26 عاما من الأسر

عمر في الصورة وهو شاب في نفس عمره الذي اختفى فيه عام 1998. تعتقد عائلته أنه قُتل في الحرب الأهلية

عمر في الصورة وهو شاب في نفس عمره الذي اختفى فيه عام 1998. تعتقد عائلته أنه قُتل في الحرب الأهلية

وانتشرت لقطات لعمر وهو يتم اكتشافه على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.  وجاء في التعليق باللغة العربية:

وانتشرت لقطات لعمر وهو يتم اكتشافه على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. وجاء في التعليق باللغة العربية: “لحظة العثور عليه في منزل جارهم”.

وأضاف أن الأسرة كانت في حالة صدمة “كارثية” بعد نبأ بقاء عمر على قيد الحياة، والذي جاء بعد أكثر من عقد من وفاة والدته دون معرفة الحقيقة على الإطلاق.

وقال السيد الركاب لـ«الشروق نيوز»: «ليس لدي أي معلومات عنه لكن حسب ما رأيت حالته الصحية جيدة وليست حرجة».

«حالته النفسية مصدومة، وأكثر من الصدمة فهو خائف، خاصة أنه معتقل، أي أنه غير معتاد على (الخارج).»

ولا يزال عمر تحت الرعاية العلاجية والنفسية حتى هذه اللحظة. أراهم (عائلته) في حالة صدمة كارثية”.

لقد صدمت قصة الرجل المفقود العالم بعد أن تم الإبلاغ عنها لأول مرة في وقت سابق من هذا الأسبوع.

تم اكتشافه في 12 مايو/أيار بعد أن نشر أحد أقارب الخاطف المزعوم على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد نزاع على الميراث، ليقول إنه كان في المنزل.

واقتحمت عائلته المنزل، على بعد ياردات فقط من منزلهم، ووجدت الرجل المصدوم، البالغ من العمر الآن 45 عامًا، تحت كومة من القش. وتم القبض على الجاني المزعوم، وهو بواب يبلغ من العمر 61 عاما ويعمل في الجديد، بعد محاولته الفرار.

وقال كريم رجيب، أحد أعمام السيد بن عمران، لوسائل الإعلام المحلية الجزائر إن 1 في تصريحات أوردتها صحيفة ذا ناشيونال: “هذه مأساة حقيقية ونحمد الله أننا تمكنا من العثور على ابننا”.

وأكد السيد رجب بعض جوانب القصة، بما في ذلك مقتل كلب ينتمي إلى العائلة بعد أسبوعين من اختفاء عمر. ويشتبه في أن الجاني هو خاطف عمر، ويعتقد أنه قتله لإسكات أنينه خارج منزله.

وتابع ابن عم عمر: “صاحب العقار يستخدمه على أساس أنه إسطبل”. وهو على بعد حوالي 100 متر، على بعد 100 متر فقط في نفس الشارع.

“كان الكلب يتردد على منزل صاحب هذا السكن لأكثر من أسبوع – وهذه القصة أكدها جميع أصدقاء عمر وحتى المقربين من العائلة – حتى قُتل بعد أسبوعين”.

أسئلة تطرحها من يقرأ قصة عمر عن سبب عدم سعيه للهرب منذ أكثر من 25 عاماً. وذكرت وسائل إعلام جزائرية أنه قيل إنه أخبر أقاربه بأنه تحت “سحر”.

وقال السيد رجب: هذا الأمر محير. (حظيرة الأغنام) تابعة للسكن ولديه بعض الأغنام. وفيها أكوام من القش، وكان عمر مغطى بكل هذا القش.

حتى عندما سألناه لماذا لم تصرخ أو تحاول المقاومة أو تغادر المنزل وما إلى ذلك، كانت إجابته بسيطة للغاية. وقال حرفياً: “لم أتمكن حتى من الكلام أو حتى المشي”.

جاء عمر من بلدة الجديد بالقرب من الجلفة، على بعد حوالي 150 ميلاً جنوب العاصمة الجزائرية الجزائر العاصمة.

جاء عمر من بلدة الجديد بالقرب من الجلفة، على بعد حوالي 150 ميلاً جنوب العاصمة الجزائرية الجزائر العاصمة.

هذه هي المنطقة التي عثر فيها على عمر.  وقال ابن عمه إنه احتُجز في مبنى يشبه

هذه هي المنطقة التي عثر فيها على عمر. وقال ابن عمه إنه احتُجز في مبنى يشبه “المستودع” كان يستخدم لتربية الأغنام

وشوهد السكان المحليون وهم يتجمعون في الشارع بالقرب من المكان الذي تم فيه الاكتشاف في وقت سابق من هذا الأسبوع

وشوهد السكان المحليون وهم يتجمعون في الشارع بالقرب من المكان الذي تم فيه الاكتشاف في وقت سابق من هذا الأسبوع

وقالت وزارة العدل الجزائرية إن التحقيق لا يزال مستمرا، مضيفة أن الضحية كان يتلقى رعاية طبية ونفسية بعد الجريمة التي وصفتها بـ”البشعة”.

ومن المؤسف أن والدة عمر توفيت عام 2013 دون أن تعرف أبدًا حقيقة ما حدث لابنها. ووجهت نداءات على شاشات التلفزيون للحصول على معلومات حول ما حدث لابنها، بحسب ما نقلته صحيفة ليكسبريسون الجزائرية.

وقال السيد رجب إنه، خلافا للتقارير السابقة، لم يعلم عمر بوفاة والدته أثناء وجوده في الأسر.

وأضاف: «قالت: مازلت أشعر أن ابني في… الجديد». لقد كان حزنًا كبيرًا على الرغم من شعورها بأن ابنها لم يكن بعيدًا عنها.

وقال أحد جيران الرجل المختطف لقناة البلاد التلفزيونية الجزائرية: “ماتت والدته المسكينة أثناء وجوده في الأسر، دون أن تعرف ما حدث له، ودون أن تعلم أنه كان بجانبها طوال هذا الوقت”.

ويقول المدعون العامون في الجلفة، وهي مدينة جبلية يبلغ عدد سكانها حوالي 500 ألف شخص وتقع على بعد 140 ميلاً جنوب العاصمة الساحلية الجزائر العاصمة، إن عمر سيتلقى رعاية نفسية بعد إنقاذه، وتعهدوا بتقديم العدالة له.

وقالوا في بيان: “يبلغ مكتب المدعي العام في ولاية جلفة الجمهور أنه عثر يوم 12 مايو في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي على الضحية عمر ب، البالغ من العمر 45 عاما، في قضية جاره ب. أ. البالغ من العمر 61 عاما”.

ويُعتقد أن عائلته صدقت وفاته، حيث قُتل في الحرب الأهلية الجزائرية التي اندلعت منذ أكثر من 20 عامًا.  ويزعم الأقارب أن الكلب تعرض للتسمم بعد أن بدأ يشم رائحة عمر بالقرب منه

ويُعتقد أن عائلته صدقت وفاته، حيث قُتل في الحرب الأهلية الجزائرية التي اندلعت منذ أكثر من 20 عامًا. ويزعم الأقارب أن الكلب تعرض للتسمم بعد أن بدأ يشم رائحة عمر بالقرب منه

إن اكتشاف عمر، بعد مرور أكثر من ربع قرن على اختطافه المزعوم، قد يعني أنه أحد الأسرى الأطول احتجازًا في العالم

إن اكتشاف عمر، بعد مرور أكثر من ربع قرن على اختطافه المزعوم، قد يعني أنه أحد الأسرى الأطول احتجازًا في العالم

ووعد بيان صادر عن وزارة العدل الجزائرية (في الصورة) بحصول عمر على رعاية نفسية، وتوعد بمحاكمة الجاني

ووعد بيان صادر عن وزارة العدل الجزائرية (في الصورة) بحصول عمر على رعاية نفسية، وتوعد بمحاكمة الجاني “بشدة”.

ونقل عن موظف بالمحكمة بالجلفة قوله: 'منذ يومين، يوم 12 ماي 2024، تلقت النيابة العامة، عبر الإدارة الجهوية للدرك الوطني بالجديد، شكاية ضد شخص مجهول يدعي أن شقيق الشاكي عمر بن عمران، المفقود منذ نحو 30 عاما، موجود في بيت أحد جيرانه، داخل حظيرة غنم.

وعقب هذا البلاغ، أمر المدعي العام لدى محكمة الإدريسية بولاية الجلفة قوات الدرك الوطني بفتح تحقيق متعمق، وتوجه الضباط إلى المنزل المعني.

“تم العثور على الشخص المفقود والقبض على المشتبه به صاحب المنزل البالغ من العمر 61 عاما”.

وأضاف: «أمرت النيابة العامة بتلقي المجني عليه العلاج الطبي والنفسي، وسيتم عرض المتهم على النيابة العامة فور انتهاء التحقيق».

ووعد المسؤولون بأن “مرتكب هذه الجريمة البشعة” سيحاكم “بشدة”.

ومن المعروف أن الرجل المحتجز يعمل كموظف حكومي ويعيش بمفرده، لكن وسائل الإعلام الجزائرية أشارت إلى أنه شوهد بانتظام وهو يشتري ما يكفي من الطعام لشخصين.

اندلعت الحرب الأهلية في الجزائر لمدة عشر سنوات منذ عام 1992، حيث سعت الحكومة إلى صد هجمات الجماعات الإسلامية المتمردة المسلحة في أعقاب انقلاب عسكري عشية الانتخابات في البلاد.