أعرب بنك أوف أميركا (BofA)، يوم الخميس، عن توقعات متفائلة بشأن الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)، مؤكداً أن التطورات الحالية في الذكاء الاصطناعي يمكن أن تشير إلى تحول كبير في التقدم التكنولوجي.
وبحسب بنك أوف أميركا، في حين يتساءل المتشككون عما إذا كانت إمكانات الإيرادات التي توفرها تقنية GenAI تبرر الاستثمارات الضخمة في البنية الأساسية للذكاء الاصطناعي، يشير البنك إلى أن مسار التكنولوجيا يعكس الأيام الأولى للإنترنت. وفي أحدث مذكرة له بعنوان “الذكاء الاصطناعي: من التطور إلى الثورة؟”، قال بنك أوف أميركا: “قد تحفز موجة الذكاء الاصطناعي الأحدث تطوراً تكنولوجيًا يمس كل قطاع”.
يكشف استطلاع رأي بنك أوف أميركا الذي شمل أكثر من 150 محللاً للأسهم واستراتيجيين الاقتصاد الكلي أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي للشركات تنتقل من المراحل التجريبية إلى الإنتاج الكامل. ومن المحتمل أن يؤدي هذا التحول إلى تعزيز هوامش التشغيل بنحو 200 نقطة أساس على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يعني توفير نحو 55 مليار دولار من التكاليف السنوية.
وأشار التقرير إلى أن “المحللين يتوقعون أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى توسيع هوامش الربح لـ 23 من بين 25 مجموعة صناعية على مستوى العالم”. ومن الجدير بالذكر أن قطاعات مثل أشباه الموصلات والبرمجيات قد تشهد زيادات في الإيرادات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي بنحو 34% و25% على التوالي.
وعلى الرغم من المخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على خلق فرص العمل، أشار بنك أوف أميركا إلى أن تبني الذكاء الاصطناعي قد يكون انكماشيا. وأشار التقرير إلى أنه في حين أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى الأتمتة وتشريد الوظائف، فإنه قد يخلق أيضا أدوارا جديدة.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن “حوالي 60% من الوظائف في الولايات المتحدة في عام 2018 كانت في مهن لم تكن موجودة في عام 1940″، مما يشير إلى أن سوق العمل سوف يتطور مع تقدم الذكاء الاصطناعي.
ويتوقع بنك أوف أميركا أيضًا أن تتجاوز نفقات رأس المال في مجال الذكاء الاصطناعي تريليون دولار على مدى السنوات القادمة، وذلك بمقارنة الحالة الحالية للذكاء الاصطناعي بالأيام الأولى للإنترنت. وقال التقرير: “يزعم المتشككون أن واقع الذكاء الاصطناعي لا يبرر الضجيج”، ومع ذلك، فإنه يؤكد أن الاستثمارات الكبيرة في البنية الأساسية للذكاء الاصطناعي ضرورية لتحقيق إمكاناته.
وأشار التقرير أيضًا إلى أنه على الرغم من أن التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لا تزال في مراحلها المبكرة، فمن المتوقع أن تؤدي إلى تحسينات كبيرة في كفاءة الشركات. ووفقًا لبنك أوف أميركا، قد تحقق تطبيقات الذكاء الاصطناعي للشركات وفورات كبيرة في التكاليف ومكاسب في الإنتاجية، على الرغم من أن التبني الواسع النطاق سيستغرق وقتًا.
وبالنظر إلى المستقبل، توقع بنك أوف أميركا زيادة في الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي ونماذج SaaS الجديدة. وذكر التقرير: “إن الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي تقدم نماذج عمل جديدة للخدمات كبرمجيات (SaaS) والتي قد تلتهم بشكل متزايد صناعة الخدمات الأميركية الأكبر حجمًا والتي تبلغ قيمتها 12.3 تريليون دولار”.
اترك ردك