قد يكون للانتخابات الأمريكية المقبلة تداعيات كبيرة على سياسة الطاقة، وخاصة في قطاعي النفط والغاز. وفي مذكرة موجهة للعملاء يوم الاثنين، ناقش استراتيجيو مورجان ستانلي التغييرات المحتملة التي قد تنشأ في ظل ولاية ثانية افتراضية للرئيس السابق ترامب.
ورغم أن السلطة الرئاسية بشأن سياسة الطاقة محدودة، فإن بعض الإجراءات قد تؤدي إلى تأثيرات ملحوظة، وخاصة على المدى الطويل، كما يشير مورجان ستانلي.
ويشير الاستراتيجيون إلى أن سياسة الطاقة أصبحت موضوعاً مركزياً في حملة ترامب، حيث تربط بين إنتاج الطاقة المحلية والنتائج الاقتصادية الأوسع نطاقاً مثل التضخم وأسعار المستهلك. وقد زعم ترامب باستمرار أن زيادة إنتاج الطاقة المحلية من شأنها أن تخفض التكاليف بالنسبة للمستهلكين، مما يجعل سياسة الطاقة بمثابة رافعة رئيسية لمكافحة التضخم.
ومن بين التحولات المحتملة المهمة في ظل إدارة ترامب ما يتعلق بالمشهد التنظيمي. ويشير التقرير إلى أن ترامب قد يدفع نحو إلغاء القيود التنظيمية، وخاصة في المجالات التي تسهل إنتاج النفط والغاز.
وقال الاستراتيجيون إن هذا قد يتضمن “التراجع عن قواعد عهد بايدن بشأن أهداف الانبعاثات المتعلقة بالمناخ (بما في ذلك رسوم الميثان أو عكس وقفة الرئيس على تصاريح تصدير الغاز)، أو تخفيف فترة المراجعة البيئية المطلوبة للموافقات على المشاريع”.
وتدعم منصة الحزب الجمهوري هذا النهج، وتعد بـ”زيادة إنتاج الطاقة على نطاق واسع” و”إنهاء القيود المشوهة للسوق على النفط والفحم”.
ومع ذلك، يحذر مورجان ستانلي من أن هذه التغييرات في السياسة من غير المرجح أن تؤدي إلى تحولات فورية في مستويات الإنتاج.
هناك تأخيرات متأصلة بين تنفيذ السياسات والتغييرات الفعلية في الإنتاج، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتأجير الأراضي الفيدرالية لتطوير النفط والغاز.
وأشار الاستراتيجيون إلى أن “هناك فجوة بين تنفيذ السياسة والتغيير في مستويات الإنتاج”.
“على سبيل المثال، قد يكون للتغييرات في الإيجارات على الأراضي الفيدرالية فترة زمنية تصل إلى حوالي 10 سنوات بين تغيير السياسة وتأثيرات الإنتاج، حيث يتم اقتراح تغييرات السياسة عادةً للإيجارات المستقبلية، وليس الحالية.”
ويسلط التقرير الضوء أيضًا على التوتر بين زيادة إنتاج النفط وخفض الأسعار في الوقت نفسه. وفي حين دعا ترامب إلى زيادة إنتاج النفط المحلي بشكل كبير، فإن تحقيق ذلك دون خفض الأسعار قد يكون صعبًا.
وأشار الاستراتيجيون إلى أن “زيادة الإنتاج بشكل كبير من المرجح أن تتطلب حفر آبار أكثر تكلفة، وهو ما قد يضغط على الربحية إذا انخفضت أسعار النفط”.
وعلاوة على ذلك، فإن إنتاج النفط في الولايات المتحدة وصل بالفعل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق ويستمر في النمو، مما يجعل المزيد من التسارع في ظل إدارة ترامب الثانية أمرا صعبا.
ويؤكد مورجان ستانلي أن “الاقتصاد المتمثل في زيادة الإنتاج بشكل كبير مع خفض الأسعار يشكل تحديًا”، مما يشير إلى أن هذه الأهداف المتضاربة قد تحد من فعالية سياسات الطاقة التي يقترحها ترامب.
وعلى الصعيد الدولي، قد تؤثر إدارة ترامب الثانية أيضاً على أسواق النفط العالمية من خلال سياستها الخارجية.
وتشير المذكرة إلى إمكانية العودة إلى حملة “الضغوط القصوى” على إيران، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض كبير في صادرات النفط الإيرانية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية.
وقد يؤثر موقف ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الواردات، وخاصة تلك المفروضة على السلع الصينية، على التجارة العالمية والطلب على السلع الأساسية، مع آثار أوسع نطاقا على أسعار الطاقة.
وعلاوة على ذلك، فإن الدعم المقدم للسيارات الكهربائية في إطار قانون خفض التضخم قد يكون له تأثير كبير.
وقال المحللون إن “ترامب تصدى لدعم السيارات الكهربائية، الأمر الذي زاد من احتمالية أنه في حالة فوز الجمهوريين، قد تتمكن إدارته من عكس ائتمان السيارات الكهربائية في حساب التقاعد الفردي”.
“وفي الأمد القريب، لن يكون لهذا سوى تأثير متواضع على الطلب المحلي على النفط، في رأينا. ومع ذلك، قد يصبح هذا الأمر أكثر أهمية بمرور الوقت”.
ومن الجدير بالملاحظة أيضاً التأثير المحتمل على الغاز الطبيعي. ويشير التقرير إلى أن تشييد خطوط الأنابيب بين الولايات قد يصبح أسهل في ظل اكتساح الجمهوريين، وهو ما قد يفتح الباب أمام إمدادات الغاز منخفضة التكلفة من مناطق مثل منطقة مارسيليس شيل. ومع ذلك، يؤكد التقرير أن التأثير الإجمالي على أسعار الغاز في الولايات المتحدة من المرجح أن يكون محدوداً.
كما يناقش مورجان ستانلي التداعيات المترتبة على قطاع الطاقة في الولايات المتحدة، وخاصة فيما يتصل بأسعار الغاز الطبيعي. ويشير التقرير إلى أن أي تغييرات كبيرة في أسعار الغاز الطبيعي قد تؤثر بشكل مباشر على تكاليف الكهرباء، وخاصة في الأسواق التي تهيمن عليها محطات الطاقة التي تعمل بالغاز.
وجاء في المذكرة: “من المتوقع أن تدعم أسعار الغاز المرتفعة ارتفاع أسعار الطاقة والأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك لأسهم الطاقة”.
ومن ناحية أخرى، يحذر الاستراتيجيون أيضا من المخاطر السلبية، مثل الإلغاء المحتمل لشحنات الغاز الطبيعي المسال أو انخفاض الطلب على صادرات الغاز الأمريكية، وهو ما قد يضغط على الأسعار، وبالتالي على أرباح قطاع الطاقة.
اترك ردك