تشير استطلاعات الرأي وأسواق التنبؤ إلى اكتساح الجمهوريين في الانتخابات

لم تكن استطلاعات الرأي وأسواق التنبؤ تميل في الآونة الأخيرة نحو فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية فحسب، بل إنها تشير أيضا إلى انقلاب الجمهوريين على مجلس الشيوخ واحتفاظهم بالسيطرة على مجلس النواب.

ومن شأن اكتساح الحزب الجمهوري أن يمنح ترامب حرية أكبر لتفعيل أجندته. وفي حين يتمتع رؤساء الولايات المتحدة بسلطة واسعة فيما يتعلق بالهجرة والرسوم الجمركية، فإن التغييرات في سياسات الضرائب والإنفاق تتطلب موافقة الكونجرس.

وأعطى أحدث تحليل لاستطلاع الرأي من 538 فرصة لترامب للفوز بالانتخابات بنسبة 53 من أصل 100 مقابل 47 من أصل 100 لكامالا هاريس. كما أنها أعطت الجمهوريين فرصة بنسبة 87 من أصل 100 لانتزاع الأغلبية في مجلس الشيوخ من الديمقراطيين وفرصة بنسبة 53 من أصل 100 للاحتفاظ بمجلس النواب.

وتظهر أسواق التنبؤ احتمالات مماثلة بالنسبة للكونغرس واحتمالات أوسع بالنسبة للبيت الأبيض. وبحسب كالشي، فإن لدى ترامب فرصة بنسبة 62% للفوز في الانتخابات الرئاسية، بينما تبلغ احتمالات فوز الحزب الجمهوري بمجلسي الشيوخ والنواب 85% و52% على التوالي.

وفي الوقت نفسه، يضع موقع IBKR Forecast Trader الجديد من Interactive Brokers احتمالات فوز ترامب بنسبة 63%، في حين أن احتمالات فوز الديمقراطيين بمجلس الشيوخ تبلغ 13% فقط و48% من قلب مجلس النواب.

ويمثل هذا تحولا حادا في الحظ عما كان عليه الحال في الصيف، عندما كانت كامالا هاريس والديمقراطيون يركبون موجة من الحماس بعد أن تولت المركز الأول في القائمة من الرئيس جو بايدن. وعزا أحد كبار منظمي استطلاعات الرأي، فرانك لونتز، فقدان الزخم إلى تحول حملتها في استراتيجية حملتها نحو رسالة أكثر مناهضة لترامب وبعيدًا عن الرسالة المؤيدة لهاريس.

وبالنسبة للاقتصاد والأسواق المالية، فإن اكتساح الجمهوريين في نوفمبر/تشرين الثاني قد يؤدي إلى زيادة المخاطر.

وذلك لأن الرئيس السابق أثار مجموعة من التخفيضات الضريبية وحتى إلغاء ضرائب الدخل تمامًا لصالح استبدال الإيرادات بالتعريفات الجمركية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم العجز الفيدرالي.

كما يُنظر إلى وعوده برفع التعريفات الجمركية في جميع المجالات والبدء في عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين على أنها تضخمية، مما قد يزيد الضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

وأشار ترامب وحلفاؤه أيضًا إلى خطط لزيادة التأثير على سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي وتعيين صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي، الأمر الذي يتطلب موافقة مجلس الشيوخ.

كتب خوسيه توريس، كبير الاقتصاديين في شركة Interactive Brokers، في مذكرة يوم الأربعاء، أن عمليات البيع في السوق الأسبوع الماضي ترجع جزئيًا إلى التوترات الانتخابية حيث أن “الحديث عن الاجتياح الأحمر يحدث في جميع أنحاء وول ستريت وواشنطن”.

بالإضافة إلى ذلك، ترى مؤسسة يارديني للأبحاث أيضًا أن “حراس السندات” يلقون بثقلهم في الأسواق المالية، مشيرين إلى الارتفاع الأخير في عوائد سندات الخزانة الأمريكية. وبينما يعارضون خفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر الماضي، يقوم المستثمرون أيضًا بتقييم التوقعات المالية.