وقال محللون في ويلز فارجو في مذكرة مؤرخة الاثنين إن أسعار النفط ظلت مستقرة بشكل مفاجئ رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وخاصة في أعقاب الحوادث العنيفة الكبيرة التي تورط فيها زعماء حماس وحزب الله.
وقد أدت هذه الأحداث، التي تجري في مناطق حساسة مثل طهران وبيروت، إلى تفاقم خطر اندلاع المزيد من الصراعات الإقليمية وأثارت المخاوف بشأن الاضطرابات المحتملة في إمدادات النفط العالمية، وخاصة عبر مضيق هرمز الحيوي، والذي يمثل ما يقرب من 21% من الطلب اليومي العالمي.
تاريخيا، كانت الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط مرتبطة ارتباطا وثيقا بارتفاع أسعار النفط، حيث تتفاعل الأسواق مع التهديدات المحتملة لإمدادات النفط. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي يمثل انحرافا عن هذا النمط.
إن أسعار النفط، التي هبطت إلى نطاق 70 دولاراً للبرميل، لا تعكس علاوة المخاطر الجيوسياسية كما كانت الحال في الصراعات السابقة. ويمكن أن نعزو هذه الاستجابة الخافتة إلى الطبيعة المطولة للصراع الحالي، حيث أفسحت المخاوف الأولية من انقطاع الإمدادات المجال لفهم أكثر تحفظاً للمخاطر الفعلية التي ينطوي عليها الصراع.
وبحسب بنك ويلز فارجو، فإن أسواق النفط تميل في بداية مثل هذه الصراعات إلى أن تكون شديدة الحساسية، حيث تتفاعل الأسعار بشكل حاد مع الأخبار والمخاوف من انقطاع الإمدادات المحتمل. ولكن مع تقدم الصراع، تتضاءل حساسية السوق مع تزايد فهم المخاطر وتسعيرها.
ويبدو هذا التبلد واضحا في السيناريو الحالي، حيث استقرت أسعار النفط، على الرغم من الصراع المستمر، مما يعكس التوازن الحقيقي بين العرض والطلب العالميين دون علاوة مخاطر جيوسياسية كبيرة.
وقال المحللون “لكن ينبغي للمستثمرين أن يدركوا أن مخاطر تعطل العرض والتجارة تبدو آخذة في الارتفاع”.
ويحذر محللو ويلز فارجو من أنه في حين أن السوق قد تقلل حالياً من تقدير المخاطر، فإن أي تصعيد إضافي قد يؤدي بسرعة إلى إعادة تقديم علاوة المخاطر الجيوسياسية، مما قد يضيف ما بين 5 إلى 15 دولاراً للبرميل إلى أسعار النفط.
اترك ردك