على الرغم من التوقعات بخفض أسعار الفائدة بشكل كبير من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في عامي 2024 و2025، يتوقع المحللون في معهد ويلز فارجو للاستثمار أن يظل الدولار الأمريكي مرتفعا.
ويذكر المحللون في مذكرة مؤرخة يوم الاثنين الأسباب وراء هذا التوقع، مع التركيز على الفوارق في أسعار الفائدة، والظروف الاقتصادية العالمية، وأداء الدولار الأمريكي مقارنة بالعملات الرئيسية الأخرى.
كانت فروق أسعار الفائدة عاملاً رئيسياً في دفع قوة الدولار الأمريكي على مدى السنوات القليلة الماضية. منذ أن بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي حملته العدوانية لرفع أسعار الفائدة في مارس 2022، ظل الدولار الأمريكي يتداول باستمرار فوق متوسطاته التاريخية.
مع استعداد بنك الاحتياطي الفيدرالي لبدء خفض أسعار الفائدة، قد يبدو من المنطقي أن نتوقع انخفاضًا كبيرًا في قيمة الدولار.
ومع ذلك، يزعم المحللون أن الدولار من المرجح أن يظل ضمن نطاق تداولاته الأخيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن البنوك المركزية الكبرى الأخرى، بما في ذلك البنك المركزي الأوروبي، من المتوقع أيضا أن تخفض أسعار الفائدة.
ومن المتوقع أن يستمر الفارق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات المتقدمة الأخرى، ولو بهامش ضئيل، وهو ما من شأنه أن يستمر في دعم الدولار. ومن المتوقع على سبيل المثال أن يبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثابتة نسبيا، في حين من المتوقع أن ينفذ بنك اليابان زيادات في أسعار الفائدة، ولو أن هذه الزيادات سوف تترك فارقا ملحوظا لصالح الدولار.
ويلعب المشهد الاقتصادي العالمي دوراً حاسماً في تحديد آفاق الدولار. وتواجه منطقة اليورو على وجه الخصوص تحديات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك تباطؤ الطلب على الصادرات بسبب الضعف المستمر في الاقتصاد الصيني. وقد يثقل هذا كاهل اليورو، وبالتالي يوفر دعماً إضافياً للدولار الأميركي.
وعلاوة على ذلك، ورغم أن من المتوقع أن يتباطأ الاقتصاد الأميركي، فمن المتوقع أن يتفوق على العديد من نظرائه في العالم. ومن المرجح أن تمنع هذه القوة الاقتصادية النسبية، إلى جانب النهج الحذر الذي ينتهجه بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، حدوث انخفاض حاد في قيمة الدولار.
وظل مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية، أعلى من متوسطاته التاريخية منذ بداية رفع أسعار الفائدة. وقال المحللون: “توقعاتنا الآن هي انخفاض قوة الدولار والبقاء بالقرب من نطاق قيمه الأخيرة إن لم يكن أعلى قليلاً”.
وبحسب بنك ويلز فارجو، حتى مع خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، لا يُتوقع أن يتراجع الدولار بشكل كبير عن مستوياته الحالية. وتعكس مرونة مؤشر الدولار كلاً من الفوارق في أسعار الفائدة وعدم اليقين الاقتصادي العالمي الأوسع نطاقاً، والذي من المرجح أن يحافظ على الطلب على الدولار قوياً كعملة ملاذ آمن.
ويواصل المحللون التعبير عن تفضيلهم للأسهم الأميركية والدخل الثابت على الأصول الدولية أو الناشئة، ويرجع هذا جزئياً إلى القوة المتوقعة للدولار. وقد تؤثر القوة المستدامة للدولار على الأسواق العالمية، مما يجعل الاستثمارات الأميركية أكثر جاذبية نسبياً.
وبالنسبة للمستثمرين، يشير هذا التوقع إلى أن مكانة الدولار كزعيم عالمي ستظل على حالها، حتى مع تغيير بنك الاحتياطي الفيدرالي لموقفه بشأن السياسة النقدية. ومن المتوقع أن يوفر هذا الدعم المستمر للأصول الأميركية، مما يعزز التخصيص الاستراتيجي نحو الأسواق المحلية.
اترك ردك